نظم طلاب جزائريون مظاهرات ليلية، احتجاجا على إعلان الرئيس عبد العزيز
بو تفليقة، في رسالة بثها التليفزيون الجزائري الرسمي، ترشحه للانتخابات
الرئاسية، المقرر إجراؤها في 18نيسان/أبريل المقبل، وتعهد بوتفليقة في
رسالته، بإجراء انتخابات مبكرة لن يترشح فيها في حالة فوزه في الانتخابات
المقبلة.
وكان طلاب الجامعات الجزائرية قد تظاهروا الأحد 3
آذار/مارس، رفضا لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعاني من
مشكلات صحية جمة لمدة رئاسية خامسة، وتأتي تظاهرات الأحد، في اليوم الذي يتعين فيه على الرئيس التقدم بطلب ترشحه رسميا لتلك الانتخابات، إذ يمثل الموعد النهائي لتقدم المرشحين بطلبات ترشحهم.
وقالت وكالة رويترز للأنباء، إن مئات من الطلاب احتشدوا في حرمهم الجامعي بالعاصمة الجزائر،
وعلى مقربة من مقر المجلس الدستوري، حيث يقدم المرشحون للرئاسة طلبات
ترشحهم وهم يرددون هتافات "لا للعهدة الخامسة".
ونقلت الوكالة أيضا
عن شهود عيان قولهم، إن هناك احتجاجات أخرى في جامعات مختلفة، في العاصمة الجزائر ومدينة وهران أيضا، كما نقلت عنهم قولهم، إن هناك تعزيزات أمنية
مكثفة، حول مقر المجلس الدستوري الجزائري، في وقت تمنع فيه قوات الأمن
الطلاب من الخروج من حرمهم الجامعي.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر، قد قالت السبت 2 آذار مارس، إن الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة اختار عبد الغني زعلان، مديرا جديدا لحملته الانتخابية، بدلا من عبد المالك سلال سعيا للفوز بفترة رئاسية خامسة.
وليست هناك أية أنباء واضحة حول عودة الرئيس الجزائري البالغ من العمر 82 عاما والموجود في سويسرا منذ فترة لإجراء "فحوص طبية دورية"، إلا أن شبكة "يورونيوز" الإخبارية، كانت قد نقلت عن مصدر جزائري قوله، إنّ
الطائرة الرئاسية عادت إلى الجزائر من دون الرئيس.
وأضافت "يورونيوز " أن قائد الجيش الجزائري، طلب من بوتفليقة البقاء في جنيف، حتى الثالث من آذار/مارس، وهو آخر يوم لتقديم ترشحه.
وكانت أنباء قد أشارت، إلى احتمالات بإقناع الرئيس الجزائري، بعدم الترشح
للانتخابات القادمة، فيما أفاد مراقبون بأن هناك مجموعات، في صفوف الجيش
والاستخبارات الجزائرية، غير راضية عن ترشح الرئيس، وترى أنه قد يؤدي إلى تأزيم الموقف الذي تمر به البلاد، وذهب البعض إلى إمكانية أن تعمل تلك
الأطراف، على إقناع بوتفليقة بالعدول عن ترشحه قبل اليوم الأخير المقرر للترشح وهو الأحد الثالث من آذار/مارس.
وانتخب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، رئيسا للجزائر عام 1999 بدعم من الجيش بصورة رئيسية، بعد
نحو عقد من العنف والحرب الأهلية، يشار إليه في الجزائر باسم "العشرية السوداء" أودى بحياة نحو 200 ألف شخص.
وقد تفجر العنف بعد ما عرف بـ"انقلاب 12 يناير/كانون الثاني" 1992، وبعد أن قرر المجلس الأعلى للأمن،
إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية، التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية.
ويقول مراقبون إن الجزائريين ونتيجة لما مروا به
من تجربة في ذلك العقد فإنهم رضوا خلال السنوات الماضية بالابتعاد عن
الحياة السياسية مقابل العيش في أمن واستقرار.
هل يصر الرئيس الجزائري على ترشحه في الانتخابات المقبلة؟
وفي حالة قيامه بذلك كيف سيتقبل الشارع الجزائري الخطوة؟
كيف ترون السيناريوهات المحتملة لتطور الموقف؟
هل تتطور المظاهرات إلى رفض شعبي كامل للنظام؟
وماهي الأوراق المتاحة في يد السلطة من جيش واستخبارات لتقديم بديل قد يرضي الناس؟
هل تتوقعون مرحلة انتقالية للسلطة في الجزائر؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 4 آذار/مارس من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.