Sunday, November 24, 2019

الشخصيات الموسوعية: ما سر عبقرية البعض في أكثر من مجال؟

الديلي تليغراف نشرت تقريرا لمراسلتها في العاصمة الأردنية عمان سارة ويليامز تناولت فيه المظاهرات في العراق والتي أسفرت عن مقتل العشرات خلال الأسابيع الأخيرة.
وتقول الصحفية إن "الشرطة واجهت المتظاهرين بالرصاص والقوة المميتة خاصة في العاصمة بغداد والناصرية، رابع أكبر المدن العراقية".
وتضيف أن الشرطة أطلقت الرصاص على المتظاهرين الذين كانوا يقطعون الطريق المتجهة إلى ميناء أم قصر جنوبي البلاد وهو المنفذ البحري الوحيد على الخليج، والذي تصل عبره أغلب الواردات الطبية والغذائية ويعد منفذا لصادرات البلاد من النفط.
وتقول ويليامز إن "المظاهرات التي بدأت في الشهر الماضي توسعت واكتسبت زخما كبيرا، وإن "قطاعا كبيرا من العراقيين من مختلف التوجهات ورجال الدين يشاركون في المظاهرات المناهضة للفساد".
وتشير إلى أن "المتظاهرين توحدوا في مطالبهم بعدما خذلتهم الحكومة، فرغم الثروة النفطية التي تمتلكها البلاد، يعيش مواطن عراقي من بين كل خمسة مواطنين تحت خط الفقر، بينما يبلغ معدل البطالة بين الشباب 25 في المئة".
وألف وقاص أحمد واحدا من أكثر الكتب إسهابا في هذا الموضوع، واستمد أحمد الفكرة من حياته الشخصية، إذ تعمق في مجالات عديدة خلال مشواره المهني. فقد حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ثم درجة الماجستير في العلاقات الدولية والعلوم العصبية، ثم عمل صحفيا في الشؤون الدبلوماسية ومدربا شخصيا. والآن يوظف أحمد شغفه بالفنون في منصبه الجديد كمدير لأحد أكبر المعارض الفنية الخاصة.
ويقول أحمد إنه لم يتناول في كتابه إلا العلماء الموسوعيين الذين تركوا بصمات مميزة في ثلاثة مجالات على الأقل، مثل ليوناردو دافينشي، الفنان والمخترع والخبير بعلم التشريح، ويوهان فولفغانغ فون غوته، الكاتب الكبير الذي درس علم النبات والفيزياء وعلم المعادن، وفلورنس نايتنغيل، التي أسهمت في وضع أسس التمريض المعاصر وبرعت أيضا في علم الإحصاء وعلم اللاهوت.
وتضيف ويليامز أنه بالرغم من الوعود المتكررة التي أ
في الثلاثينيات من القرن الماضي، لمع نجم هيدي لامار في سماء هوليوود لإتقانها دور المرأة التي تغوي الرجال للوقوع في حبها، ولم يكن يعرف إلا القليل من معاصريها أنها شغوفة بالاختراعات.
والتقت لامار جورج أنتايل، عازف البيانو والملحن والروائي المبدع، الذي كان يعشق الهندسة مثلها تماما. وعندما اكتشف الاثنان أن القوات المعادية تشوش على الإشارات اللاسلكية لقوات التحالف، اخترعا معا طريقة لإرسال الإشارات اللاسلكية بتقنية القفز الترددي التي تتيح التنقل بين قنوات تردد متعددة، وأطلق عليها اسم "ماركي" نسبة إلى اسم لامار بعد الزواج. ولا تزال هذه التقنية تستخدم في الكثير من الأجهزة اللاسلكية.
وبينما قد تبدو قصة ابتكار هذه التكنولوجيا الثورية عجيبة، إلا أنها خير مثال على عقول الأشخاص الذين يطلق عليهم اسم "الموسوعيين". وكشف بحث حديث عن الخصال الشخصية التي تساعد البعض في التنقل بين مجالات عديدة بمهارة فائقة، وعن الفوائد التي تعود على المرء من إشباع الرغبة في تعلم أشياء متعددة، مثل تحسين الشعور بالرضا عن الحياة وزيادة الانتاجية في العمل والقدرة على الابتكار.
وأشار البحث إلى أن قضاء وقت أطول في دراسة شيء خارج مجال تخصصنا والتدرب عليه، سيعود علينا بفوائد عديدة، حتى لو لم نحقق نفس النجاح الذي حققته لامار وأنتايل.
يُعرف المثقف الموسوعي بأنه الشخص واسع المعرفة والاطلاع في مجالات متعددة، لكن أغلب الباحثين يرون أن الشخص لا يوصف بأنه موسوعي إلا إذا حصل على إشادة رسمية في مجالين على الأقل لا علاقة لهما ببعضهما.
طلقتها الحكومة، واعترافها بحق المتظاهرين في التعبير عن رأيهم وإعلانها إصلاحات تتضمن تعيين المزيد من المدنيين في القطاع العام وإصلاح النظام الانتخابي وتغييرات واسعة في الوزارات والقطاع الحكومي، ولا تزال المظاهرات متواصلة".

Monday, November 4, 2019

الساموراي الأسود: حكاية الرجل الذي "تدافع اليابانيون حتى الموت لرؤيته"

منذ نحو 500 عام وصل رجل أفريقي طويل القامة إلى اليابان ليصبح لاحقا أول محارب ساموراي أجنبي، وقد تناولت هوليود قصة حياته في فيلمين.
وكان الرجل الذي عرف باسم ياسوكي قد وصل لمرتبة الساموراي تحت قيادة أودا نوبوناغا، وهو من كبار الإقطاعيين في اليابان في القرن السادس عشر، فضلا عن أنه كان من أوائل من عملوا على توحيد اليابان.
وفي عام 1579، عندما وصل ياسوكي لأول مرة إلى كيوتو عاصمة اليابان في ذلك الوقت، كان الأمر بمثابة حدث لدى الناس لدرجة أنهم تدافعوا حتى الموت لرؤيته ،بحسب المؤرخ لورانس وينكلر.
وخلال عام انضم ياسوكي إلى أعلى طبقات المحاربين في اليابان وهم الساموراي. وقبل ذلك بوقت طويل كان يتحدث اليابانية بطلاقة ويمتطي صهوة جواده بجوار نوبوناغا في إحدى المعارك.
ووصفه زميله الساموراي ماتسوديرا ليتادا في مذكراته عام 1579 بقوله: "كان طويلا ويصل طوله لنحو 188 سنتيمترا، وأسود البشرة كالفحم".
يذكر أن متوسط طول اليابانيين في القرن الماضي كان 157.9 سنتيمترا لذلك فإن ياسوكي لابد أنه كان أطول من معظم الناس في اليابان في القرن السادس عشر حيث كانت الغالبية تعاني من سوء التغذية.

صناعة محارب

لا توجد سجلات عن تاريخ ومكان مولد ياسوكي. ويقول أغلب المؤرخين إنه جاء من موزمبيق، ولكن البعض يرجح قدومه من بلاد أخرى كإثيوبيا أو نيجيريا.
لكن المعروف أن ياسوكي وصل اليابان مع مبشر إيطالي جزويتي (من الرهبان اليسوعيين) يدعى أليساندرو فاليغنانو في رحلة تفتيشية، وظهر في سجلات التاريخ فقط بين عامي 1579 و1582.
وقال بعض الخبراء إنه كان عبدا، ولكن من الصعب تأكيد ذلك.
ويعمل كل من فلويد ويب وديبورا ديسنو في إنتاج فيلم وثائقي عن حياته.
وتقول ديسنو: "إنه من المستحيل أن يرتقي إلى درجة الساموراي في عام واحد فقط دون خلفية عسكرية مسبقة".
يذكر أن الساموراي يبدأون تدريباتهم منذ الطفولة.

صداقة أمير الحرب

بعد وصوله بوقت قصير إلى اليابان التقى ياسوكي بنوبوناغا ولفت انتباهه بموهبته الجدلية بحسب صناع الفيلم الوثائقي.
وكان ياسوكي يتحدث بعض اليابانية فحدث تقارب بين الرجلين، بحسب الأكاديمي توماس لوكلي الذي وضع كتابا عن ياسوكي.
ووفقا للوكلي فإن ياسوكي كان يسلي نوبوناغا بقصص من أفريقيا والهند التي يعتقد لوكلي أن ياسوكي قضى فيها بعض الوقت قبل توجهه لليابان.
ويقول ويب إن إجادته لليابانية جعلته مفضلا. وأضاف قائلا :"هو على عكس رهبان الجزويت الذين كانت لديهم أجندة دينية لروح اليابان".
وأشارت تقارير إلى أن نوبوناغا أصدر تعليماته لابن أخيه بمنح مبلغ مالي لياسوكي بعد أول اجتماع بينهما.
وكان الكاتب الفرنسي الأفواري، سيرغي بيل، مفتونا بقصة صعود ياسوكي غير التقليدية فوضع كتابا عن المحارب.
وقال بيل لبي بي سي: "ذلك جانب من الغموض الذي يحيط به، لذلك فقد فتنت به".
وكان ياسوكي إلى جانب نوبوناغا في الليلة التي انقلب عليه فيها جنرالاته، عندما وجد أمير الحرب نفسه محصورا في حجرة بقصره فمارس السيبوكو وهو طقس الانتحار.
وقبل أن يقتل نفسه طلب من ياسوكي أن يقطع رأسه بعد موته ويحملها مع سيفه إلى ابنه، بحسب المؤرخ توماس لوكلي. وكان ذلك مؤشر على ثقة عظيمة.
وبعد ذلك بوقت قصير في عام 1582 قام جنرالات نوبوناغا الذين انقلبوا عليه بنفي أول ساموراي أسود، وربما يكون قد عاد إلى البعثة اليسوعية التبشيرية (الجزويت) في كيوتو.
ما علاقة سيوف "الساموراي" باستكشاف الفضاء؟
جولة داخل بلدة الساموراي القديمة في اليابان
معلومات أساسية عن اليابان
وعلى الرغم من أن مصيره والسنوات الأخيرة من حياته غير معروفين إلى أن ياسوكي عاش في خيال العديد من اليابانيين الذين ترعرعوا وهم يقرأون كتاب كوروسوكي (كورو يعني أسود باليابانية) لكوروسو يوشيو، وهو الكتاب الذي فاز بجائزة الطفولة.
ويضفي الكتاب طابعا دراميا على حياة ياسوكي حيث ينهيها بالقول : "بعد أن قتل نوبوناغا نفسه نقل ياسوكي إلى معبد حيث كان يحلم بأبويه في افريقيا ويبكي".
وقالت صحيفة فراييتي لصناعة الترفيه إن ممثل فيلم الفهد الأسود شادويك بوسمان بصدد القيام بدور ياسوكي في فيلم عن حياته يكون الثاني الذي تنتجه هوليود عنه.
وفي عام 2017 أعلن ستوديو ليون غيت في هوليود أنه يعد فيلما عن حياة ساموراي أسود.
وبعد أكثر من 500 عام مازالت هذه الحياة غير التقليدية مصدر إلهام للكثيرين.

قواسم مشتركة

لقد كانت هناك العديد من القواسم المشتركة بين المحارب الأفريقي وأمير الحرب الياباني.
كان نوبناغا شديد الإعجاب بفنون القتال ويقضي الكثير من الوقت في التدريب عليها، كما كان شخصا غريب الأطوار ووفقا لويب فإنه كان غالبا ما يرتدي الملابس الغربية ويسعى لصحبة الأكثر انضباطا وذكاء.
ويقول ويب : "كان ياسوكي يحمل معه روح المحارب، وقد فهم ثقافة ولغة اليابان وأحب الرقص وكان يقرض شعر اليوتينزي، وهو شكل تاريخي من الشعر الر
وبالمثل كان نوبوناغا محبا لنو دراما، وهو شكل مسرحي موسيقي ياباني كلاسيكي.
لقد كان نوبوناغا معجبا بياسوكي وعامله كعضو في أسرته وقد كان ضمن عديد قليل جدا من الناس الذين يتناولون معه العشاء.
وتقول ديسنو: "نوبوناغا أشاد بياسوكي وقوته ووصفه بأن لديه قوة 10 رجال".
وعندما رفع نوبوناغا ياسوكي إلى مرتبة الساموراي لم تكن فكرة وصول غير ياباني إلى هذه الطبقة معروفة، ولكن لاحقا وصل أجانب آخرون إلى هذه المرتبة.
وقد خاض ياسوكي، كأول ساموراي أجنبي، العديد من المعارك إلى جانب أودا نوبوناغا.
وائي باللغة السواحلية الذي يحتفي بأفعال الأبطال، مما يشير إلى قدومه من موزمبيق بحسب اعتقاد بعض المؤرخين، أخذا في الاعتبار أن بعض مناطق شمال البلاد مازالت تتحدث السواحلية".