Friday, May 31, 2019

رمضان في دمشق "لم يعد كما كان"

في أحد أسواق مدينة دمشق التي تعرض حلويات رمضان كخبز المعروك والناعم، والبقلاوة المحشيّة بالفستق الحلبي، والنمّورة بالقشطة والسكر، تمرّ سيدة خمسينية مع أبنائها الثلاثة، تجرّهم من أيديهم بسرعة أمام واجهات المحال لكي لا ينظروا إليها مطوّلاً. تبقى عيونهم الصغيرة معلّقة على أوراق كُتبت عليها الأسعار: ألفا ليرة، ثلاثة آلاف، خمسة آلاف، وغيرها من الأرقام الكبيرة.
"رمضان السنة غير كل سنة"، أكثر عبارة سمعتها تتردد على ألسنة سوريين منذ اليوم الأول لشهر رمضان، الذي كان في استقباله داخل سوريا أسئلة كثيرة، وبعض البهجة التي لا بد منها؛ فالاحتفالات والتحضيرات المعتادة لابد منها رغم كل شيء.
تنقسم الأسواق مع بداية رمضان على أساس طبقي وبشكل أكثر وضوحاً من أشهر السنة الأخرى، وتختلف الحكايات بين سوق وآخر.
في الأسواق الشعبية وتلك الواقعة في المناطق الأكثر كثافة سكانية، تمتلئ الأزقة والحارات بالقادمين من كل حدب وصوب. وتنشغل النساء بالبحث عن البضائع الأقل سعراً، وبالنقاش مع الباعة على أمل الحصول على بعض التخفيضات، أو كما نسميها هنا "المراعاة".
تزداد أعباء النساء وقد تحوّلن لأغلبية في المجتمع السوري نتيجة غياب الرجال بعد أعوام الحرب، فأينما التفتنا لا بد أن نجد سيدة تعيل أسرة أو أسرتين وربما أكثر؛ فهناك جدّات مسؤولات عن عائلات أولادهنّ بعد وفاتهم أو غيابهم، وأمهات اضطررن لتحمل عبء تربية أطفال صغار وحدهنّ، بعد أن فقدن أزواجهنّ وآباءهنّ وأخوتهنّ.
ويحلّ الخوف شيئاً فشيئاً محل الأسئلة التي لا أجوبة لها. كيف سنكمل الشهر؟ نحتاج ما يكفي ثلاثين وجبة إفطار وثلاثين وجبة سحور، وإن قررنا الاستغناء عن السحور فالإفطار لا بد منه. هل بإمكاننا أن نقول لأولادنا "لا"؟
وفي أسواق وأحياء أخرى تبدو الأجواء أقل صخباً. ولكن العديد من المطاعم تمتلئ يومياً بالروّاد القادمين لتناول وجبات الإفطار التي تكلّف الواحدة منها مبلغاً يتراوح بين 5,000 - 10,000 ليرة )أي 10 - 20 دولاراً(.
أذكر أن سعر ذات الوجبة قبل الحرب ما كان ليتجاوز 500 ليرة، وكثيراً ما كنا نفطر بـ 300 ليرة فقط. تراجعت قيمة الليرة بمقدار عشرة أضعاف خلال الحرب، وازداد سعر كل شيء لأكثر من عشر مرّات، ولم يرتفع مدخولنا بالقدر نفسه بل بات معظم السوريين اليوم يعيشون تحت خط الفقر كما تقول الإحصائيات والأرقام. إنها معادلة حزينة. يقول أحد أصدقائي: "إن أردتُ دعوة عائلتي للإفطار خارج المنزل يوماً واحداً سيكلّفني ذلك ربع راتبي الشهري".
منذ عام 2011 تغيّر وجه شهر رمضان، ولم يعد يشبه ما كان عليه في السابق. فمنذ ذاك التاريخ أصبح الصيام والإفطار والعيد مصبوغين بلون الدم وصوت المعارك التي عمّت أرجاء البلاد، وهذه السنة، بعد أن خفت صوت المعارك ينشغل بال الجميع بعنوانين عريضين: ضائقة مادية "لم نعرف لها مثيلاً من قبل"، ولوعة فراق أولئك الذين لقوا حتفهم أو سافروا أو اختفوا دون أثر.
ككل عام وقُبيل حلول رمضان بعدة أيام، عاشت مختلف الأسواق السورية اكتظاظ التحضيرات المعتادة، لكن المارّة هذا العام كانوا أكثر من المتسوقين، والأسئلة فرضت نفسها على الجميع. ماذا سنشتري؟ هل الأولوية للعصير أم التمر؟ ربما شراب قمر الدين أقل تكلفة من العصائر الأخرى كالليمون والجلّاب، ولعلّ عرق السوس أو التمر الهندي الخيار الأفضل. هل نكتفي بالأرز والمعكرونة أم نضيف مكوّنات أخرى للمائدة؟ هل هناك إمكانية للحم أو الدجاج، ولو لمرة واحدة؟
تزداد وتيرة العمليات الحسابية، فمتوسط الدخل الشهري للعائلة السورية، والذي لا يتجاوز 200 دولار أمريكي، لا يكفي خُمس احتياجاتها الأساسية كما تتحدث بعض التقارير الرسمية، فكيف إن كانت تلك احتياجات موائد الإفطار والسحور، والتي عادة ما تكون زاخرة بأصناف مختلفة، من باب الاحتفاء بالشهر ومكانته في قلوب السوريين.
تفقد أيام رمضان بهجتها لدى كثيرين، إذ يخبرني صديق بأنه أول رمضان يمر على عائلته دون أي معنى على الإطلاق. "يدقّ المدفع ولا رغبة لنا بالاجتماع على الطاولة وتناول الفطور، ونشعر بثقل غريب يخيّم علينا. حتى في الأيام التي شهدت أقسى فصول المعارك في دمشق ومحيطها خلال السنوات السابقة كنا أفضل حالاً. لا أدري ما الذي تغيّر لكننا نعجز عن الشعور بأي معنى للفرح".
وعبارة "يدق المدفع" اليوم في سوريا هي مجرد تعبير رمزي لا فعلي، فقبل الحرب كان مدفع رمضان تقليداً لا ينفصل عن هذا الشهر، حيث تُعلَن ساعةُ الإفطار عن طريق طلقة مدفع تؤذن للصائمين بتناول الطعام. ورغم تغيّر العادات والتطور التقني بقيت تلك الطلقة من أهم علامات حلول ساعة المغرب، حتى جاءت الحرب، وغاب صوت مدفع رمضان مثل كثير من الأمور الأخرى، وحلّت محله مدافع حقيقية. وحتى بعد أن صمتت تلك الأصوات في معظم أنحاء البلاد، لم يعد مدفع رمضان للحياة.
وكغياب صوت مدفع الإفطار، وغيره من التقاليد كالمسحراتي الذي يوقظ الناس فجراً لتناول السحور، يفتقد السوريون لأحبتهم خلال هذا الشهر.
ولا يبدو من السهل لكثيرين أن يتناولوا وجبات إفطارهم وحيدين، بعد أن كانت "لمّة" العائلة هي أهم ما يميز شهر رمضان، وتفرض الوحدة وتغيّر شكل المجتمع السوري أشكالاً جديدة من المشاركة خلال هذا الشهر.
يبادر البعض لدعوة الأصدقاء الوحيدين لمشاركتهم طقوس الإفطار أو السحور، ويُنشئ آخرون مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي يُطلقون عليها اسم "إفطار افتراضي". يكتبون فيها: "ناس بالغربة وناس بالبلد وكتار عم يفطروا لحالهم. تعالوا نفطر أونلاين مع بعض. كل حدا بيحضّر أكلته ووقت يدق المدفع منفتح اتصال فيديو أو منصوّر الوجبات ومنتشاركها افتراضياً".
وفي أماكن أخرى، حيث اضطرت عائلات لا تعرف بعضها لتقاسم أماكن السكن بعد أن نزحت عن منازلها ومدنها وبلداتها، تأخذ مائدة الإفطار شكلاً آخر. وتجلب كل عائلة طبقاً صغيراً حسب مقدرتها، لتكبر المائدة فتتسع للجميع رغم اختلافاتهم وربما خلافاتهم. مشاركة إجبارية لا خيارية، لكنها باتت محببة.
أما تقليد المشاركة الأكثر شيوعاً في سوريا خلال شهر رمضان، وهو "السكبة" أي تبادل بعض الأطعمة بين الجيران خاصة قبل آذان المغرب أو الفجر، فاتخذ وجهاً آخر. تقلّصت كميات السكبة، واستُبدلت الأطعمة المطبوخة المكلفة بأخرى بسيطة أو ربما ببعض السكاكر والحلويات، وفي بعض الأحيان اختارت عائلات إعادة تدوير طبق السكبة وإرساله لعائلة أخرى. "أن نغيّر التقليد أفضل من أن يختفي"، يقول كثيرون، محاولين إسكات صوت الأسئلة المتراكمة ولو لبعد حين.

Wednesday, May 22, 2019

चर्चा में रहे लोगों से बातचीत पर आधारित साप्ताहिक कार्यक्रम

लेकिन विपक्ष की रणनीति क्या होगी. ये अभी स्पष्ट नहीं हो पा रहा है.
क्या विपक्ष फिर से किसानों के हालात को मुद्दा बना पाएगा. छोटे व्यापारी जिस तरह से जीएसटी और नोटबंदी से प्रभावित हुए हैं क्या ये मुद्दा बन पाएगा.
सच ये है कि बीते एक डेढ़ महीने में ज़मीनी हालात बिलकुल नहीं बदले हैं.
किसान और छोटे व्यापारी आज भी उतने ही परेशान है जितने कि छह सात महीने पहले थे.
सवाल यही है कि क्या विपक्ष ज़मीनी मुद्दों को अपने चुनाव प्रचार में प्रभावी ढंग से उठा पाएगा और बीजेपी के राष्ट्रवाद के मुद्दे को चुनौती दे पाएगा?
भारत के चुनाव आयोग ने आगामी लोकसभा के लिए चुनावी कार्यक्रम घोषित कर दिया है.
सात चरणों का मतदान 11 अप्रैल से शुरू होकर 19 मई तक होंगे और नतीजे 23 मई को आ जाएंगे.
चुनावी कार्यक्रम की घोषणा के साथ ही दुनिया के सबसे बड़े लोकतंत्र भारत में चुनावी माहौल शुरू हो गया है.
चुनावों में बीजेपी के नेतृत्व में राष्ट्रीय जनतांत्रिक गठबंधन का मुक़ाबला बिखरे हुए विपक्ष से होगा.
कांग्रेस पार्टी ने कई जगह क्षेत्रीय पार्टियों से तो गठबंधन किए हैं लेकिन देशव्यापी गठबंधन अभी तक नहीं बन सका है.
आज के माहौल में बीजेपी का चुनावी अभियान निश्चित तौर पर थोड़ा भारी नज़र आ रहा है.
हमारे दौर के सबसे प्रभावशाली वक्ता निसंदेह नरेंद्र मोदी हैं. बीजेपी का चुनावी अभियान आक्रामक रूप से अपने रास्ते चल रहा है.
प्रधानमंत्री नरेंद्र मोदी ने पूरा ज़ोर अपने अभियान में लगा रखा है. वो अपने भाषणों में हर बार कोई न कोई नई बात ले आते हैं.
विश्लेषक उनके दावों की सच्चाई पर तर्क-वितर्क कर सकते हैं, लेकिन इनका जनता पर निश्चित तौर पर प्रभाव हो रहा है.
उदाहरण के तौर पर ग्रेटर नोयडा में विकास परियोजनाओं का उद्घाटन करने आए नरेंद्र मोदी ने अपने भाषण के अधिकतर हिस्से में बिजली, पानी और सड़क जैसे मुद्दों पर बात की लेकिन अंत में वो अपनी बात को राष्ट्रवाद पर ले आए और पाकिस्तान में चरमपंथियों के कैंप पर भारतीय वायुसेना के हमले का ज़िक्र किया.
इन हवाई हमलों पर सवाल उठाने के लिए मोदी ने विपक्ष की कड़ी आलोचना भी की.
मोदी की जो रणनीति 2014 में थी अभी भी वही है. ऐसे मुद्दे जो जनता की भावनाएं भड़काते हैं, लोगों में ध्रुवीकरण करते हैं मोदी उन मुद्दों पर ख़ुद तो बहुत ज़्यादा नहीं बोलेंगे लेकिन उनके बाद की कतार के सभी नेता ज़ोर-शोर से इन्हीं मुद्दों पर बात करेंगे.
पढ़ें-
लेकिन इसके जबाव में विपक्ष की हालत बहुत अच्छी नहीं है. राहुल गांधी रोज़ रफ़ाल घोटाले की बात करते हैं. कांग्रेस के अन्य नेता रोज़गार की बात करते हैं लेकिन इसका बहुत असर नहीं हो रहा है.
उत्तर प्रदेश में जातिगण दृष्टिकोण से देखा जाए तो एक ताक़तवर गठबंधन समाजवादी पार्टी और बहुजन समाज पार्टी के बीच हुआ है.
बसपा अध्यक्ष मायावती ने पुलवामा हमले और पाकिस्तान में हुए हवाई हमले पर सवाल ज़रूर पूछे हैं, लेकिन जिस आक्रामकता, जिस तेज़ी की ज़रूरत विपक्ष को है वो दिख नहीं रही है. विपक्ष का गठबंधन अभी भी ठीक से जम नहीं रहा है. उदाहरण के तौर पर दिल्ली को ले लीजिए. कभी कहा जा रहा है कि गठबंधन होगा, कभी नहीं होगा.
बीजेपी का चुनाव अभियान किस दिशा में जाएगा ये स्पष्ट हो गया है. बहुत संभव है कि एक और हवाई हमला हो जाए. बीजेपी राष्ट्रवाद के मुद्दे पर ही चलेगी.
लेकिन विपक्ष की रणनीति क्या होगी. ये अभी स्पष्ट नहीं हो पा रहा है.
क्या विपक्ष फिर से किसानों के हालात को मुद्दा बना पाएगा. छोटे व्यापारी जिस तरह से जीएसटी और नोटबंदी से प्रभावित हुए हैं क्या ये मुद्दा बन पाएगा.
सच ये है कि बीते एक डेढ़ महीने में ज़मीनी हालात बिलकुल नहीं बदले हैं.
किसान और छोटे व्यापारी आज भी उतने ही परेशान है जितने कि छह सात महीने पहले थे.
सवाल यही है कि क्या विपक्ष ज़मीनी मुद्दों को अपने चुनाव प्रचार में प्रभावी ढंग से उठा पाएगा और बीजेपी के राष्ट्रवाद के मुद्दे को चुनौती दे पाएगा?
(बीबीसी संवाददाता वात्सल्य राय से बातचीत पर आधारित)

Friday, May 17, 2019

كيف يرى المواطن العربي التصعيد بين واشنطن وطهران؟

لكن كيف استطاع برانر أن يصف المستقبل بهذه الدقة؟ في البداية، عكف برانر نحو ثلاث سنوات على قراءة موضوعات عن دور العوامل الوراثية في الإصابة بالأمراض والعلاقة ما بين الانفجار السكاني والعنف في المدن. وأمضى شهرا في الولايات المتحدة عام 1966، متنقلا بين لوس أنجليس وسان فرانسيسكو وشيكاغو ونيويورك.
وبعد أن دوّن برانر ملاحظاته، ابتكر طريقة لشحذ الأفكار، تسمى التفكير الموازي. إذ تصور أنه يتحدث لشخص سافر عبر الزمن من العصر الفيكتوري في القرن التاسع عشر إلى الستينيات من القرن العشرين، ويفسر له كل شيء عن عصره من الهاتف إلى التحرر الجنسي. وبعدها تساءل كيف ستبدو المسلمات الثقافية في عصرنا الحالي للأجيال القادمة وكيف نستشف من البيئات في الوقت الحاضر ما سيحدث مستقبلا.
إذ استلهم برانر، مثلا، شخصيات "المخربين" التي ظهرت في روايته من المقالات التي قرأها عن انتشار ما يعرف بـ "متلازمة بيتر بان"، أي أن يتصرف الشخص البالغ كأنه طفل ويرفض النضوج، وعن الأطفال الذين يخربون المواصلات العامة على سبيل المتعة والتسلية.
وفي النهاية، لم تأت دقة تنبؤات برانر في رواية زنجبار من فراغ، بل توصل إليها عبر المشاهدة والإنصات والقراءة، وفوق ذلك خياله الطريف. ولولا انشغال برانر التام بالقضايا المعاصرة واهتمامه بمتابعتها، لما استطاع أن يستشرف المستقبل بهذا الوضوح المذهل، وتحويل طابعته إلى آلة زمان يتنقل بها من عصر لآخر. وتوفي برانر عام 1995، أثناء حضور مؤتمر للخيال العلمي.
تصاعد التوتر في الخليج بعد أن أعلنت كل من السعودية والإمارات تعرض ناقلات نفط تابعة للدولتين لأعمال تخريبية أثناء وجود هذه الناقلات في المياه الأقتصادية لدولة الإمارات. وبدأ الاعلان من جانب الامارات يوم الأحد 12 مايو عن تعرض 4 سفن تابعة لها للتخريب، ثم أعلنت السعودية الأثنين 13 مايو عن استهداف ناقلتي نفط سعوديتين، الأمر الذي أدانه بشدة مجلس التعاون الخليجي، وكل من مصر والأردن. أما المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوسي فقد وصف الاحداث في بحر عمان بأنها "مقلقة ومؤسفة" وطالب بالتحقيق فيها.
تأتي هذه التطورات في وقت تدق فيه طبول الحرب بين واشنطن وإيران، وسط ترقب في المنطقة العربية، خاصة منطقة الخليج لما قد تتركه مثل تلك الحرب، من تداعيات على المنطقة في حالة اندلاعها.
وبينما تزيد واشنطن من ضغوطها، بإرسال القطع البحرية إلى المنطقة، وتحذر من المدى الواسع لتلك الحرب، تقلل إيران من جانبها من خطورة التهديدات الأمريكية، كما يقلل من خطورتها أيضا عدة مراقبين في المنطقة.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية، قد نقلت عن قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، قوله إن الولايات المتحدة لا تملك القدرة أو الجرأة، على شن حرب على إيران، وإن حاملات الطائرات الأميركية ليست محصنة، كما نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، عن عضو البرلمان الإيراني محمد علي بورمختار، قوله إن اللواء سلامي أكد أن إرسال حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة ليس سوى حرب نفسية، تسعى أميركا من ورائها لتخويف الشعب، وبعض المسؤولين العسكريين من وقوع الحرب.
غير أن مراقبين آخرين، يرون أن اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة، ربما لا يكون أمرا مستبعدا، وأن هناك عدة عوامل، ربما تسهم في زيادة هذا الاحتمال أهمها الأوضاع المتوترة حاليا في سوريا، ثم الضغوط الداخلية التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك التحقيقات المتتالية بشأن الفساد التي يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي قد تدفعهما إلى محاولة الهروب عبر سعي لانتصار خارجي.
ومن وجهة نظر مراقبين في المنطقة العربية، تبدو تداعيات أي حرب إيرانية أمريكية، هائلة على المنطقة العربية، في ظل ما تشهده المنطقة بالفعل من حالة اضطراب، وتبدو منطقة الخليج وهي الأقرب لأي حرب محتملة بين الطرفين، الأكثر تضررا في حالة حدوث تلك الحرب.
وفي العديد من المناسبات حذر قادة عسكريون إيرانيون، من أن قواعد أمريكا في منطقة الخليج، ليست بمنأى عن الصواريخ الإيرانية، في وقت يتوقع فيه المراقبون أن تستهدف إيران، في حالة شن هجوم عليها أول ما تستهدف، عدة دول خليجية مباشرة بصواريخها.
وبجانب هجمات مباشرة من هذا النوع، فإن قادة إيرانيين، كانوا قد حذروا أيضا من أن طهران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، في وجه صادرات النفط الخليجية، المتجهة إلى العالم في حالة تعرضها للهجوم، وهو ما يعني إيقاف صادرات النفط من العراق وكل الدول الخليجية التي تمر عبر هذا المضيق، والتي تمثل نسبة خمس استهلاك العالم من النفط..
وبعيدا عن منطقة الخليج فإن تداعيات حرب من هذا النوع في حالة اندلاعها، ستزيد في نظر البعض من حالة الانقسام التي تعاني منها المنطقة العربية المضطربة بالفعل، والتي تشهد معسكرات متناحرة، فدول الخليج من جانبها وكذلك اسرائيل ستقف بكل ما أوتيت من قوة، وراء أي هجوم أمريكي على إيران، في حين أن المعسكر العربي الموالي لإيران، سيقف ضد مثل هذا الهجوم، وبجانب كل ذلك فإن حربا من هذا القبيل، ستعمق من حالة الاضطراب التي تشهدها عدة دول عربية، تمر حاليا بمراحل رفض لأنظمتها بجانب ما قد تؤدي إليه من تعطيل لخطط التنمية وزيادة في نسب الركود والفقر.