Thursday, September 19, 2019

هل ترامب جاد حقا في الدفاع عن السعودية؟

فتحت التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعليقا على الهجمات التي تعرضت لها منشأتان نفطيتان سعوديتان تابعتان لشركة أرامكو السبت الماضي، فتحت الباب من جديد، أمام تساؤلات عديدة، تطرح منذ وقت، حول مدى جدية الولايات المتحدة، في الدفاع عن المملكة العربية السعودية، في وقت يصل فيه البعض إلى حد القول، بأن الرئيس الأمريكي، يمارس الابتزاز في كل مرة، يتحدث فيها عن استعداد بلاده للدفاع عن المملكة.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال للصحفيين في البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي وعقب الهجوم، إنه لم يعد السعودية بحمايتها، وأضاف "أعتقد أن من مسؤوليات السعودية أن تفكر في دفاعها بجدية. وفي حال كنا نساعدهم، فسيتطلب ذلك مشاركة مالية كبيرة منهم ودفع ثمن ذلك".، وفي وقت سابق لذلك قال ترامب أيضا إنه يود تجنب اندلاع حرب مع إيران.
ولا تعد هذه المرة الأولى، التي يطلق فيها الرئيس الأمريكي تصريحات من هذا القبيل، إذ أنه اعتاد على الإدلاء بها، في العديد من اللقاءات، التي تجمعه بأنصاره في الولايات المتحدة، حيث يردد دوما بأنه تحدث لقادة السعودية وقال لهم، إن عليهم أن يدفعوا إذا ما رغبوا في حماية أمريكا لبلادهم.
لكن مراقبين يتساءلون الآن كثيرا، بعد الهجوم الأخير الذي استهدف منشآت شركة (أرامكو)، والذي أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عنه، وبعد تصريحات ترامب، عما إذا كان الرئيس الأمريكي يستخدم تلك المناسبات، في الحصول على مزيد من الأموال من السعودية.
وكان ترامب قد أمن خلال زيارة تاريخية للمملكة العربية السعودية، بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة عام 2016، صفقات وصلت قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات. وقد قال في معرض حديثه عنها وعن السعوديين إنهم " حليف رائع وأنفقوا 400 مليار دولار على بلادنا خلال السنوات الأخيرة، وهذا يعني 1.5 مليون فرصة عمل".
وكان مراقبون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، قد طرحوا تساؤلات بعد الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية في أرامكو، حول عجز القوات الأمريكية، المتمركزة في المملكة العربية السعودية، عن رصد تلك الهجمات ومحاولة ايقافها قبل أن تحدث.
وتشتري السعودية كميات كبيرة من الأسلحة، معظمها من الولايات المتحدة، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخل أيضا على الخط، بعد هجمات (أرامكو) الأخيرة، حيث عرض على الرياض على هامش القمة الأخيرة، التي جمعته بنظيريه التركي والإيراني المساعدة، قائلا: "نحن مستعدون لتقديم المساعدة إلى السعودية لحمايتها بلاداً وشعباً".
وأضاف بوتين "سيكون كافياً أن تتخذ القيادة السعودية قراراً حكومياً حكيماً، كما فعل قادة إيران، بشراء منظومة إس-300، والرئيس أردوغان بشرائه منظومة إس-400 للدفاع الجوي من روسيا، حينها سيكون بإمكانهم حماية أي منشأة في السعودية".
هل واشنطن جادة في حماية السعودية كما تقول؟
وكيف تقيمون ما يقوله البعض من أن ترامب يصل لحد ابتزاز المملكة مع كل مناسبة يعرض فيها الدفاع عنها؟
هل بإمكان السعودية الاضطلاع بالدور الرئيسي في الدفاع عن نفسها ومنشآتها كما طالبها ترامب؟
وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها من تونس، فإن النتائج الجزئية بعد فرز أكثر من نصف الأصوات، في انتخابات الرئاسة التونسية، تظهر أن الناخبين أحدثوا "زلزالا سياسيا"، برفضهم قيادات بارزة لصالح أستاذ في القانون، غير معروف على نحو يذكر، وقطب إعلامي مسجون يشتبه بتهربه من الضرائب.
وكان أستاذ القانون المحافظ قيس سعيد، وقطب الإعلام الذي يحاكم بتهم فساد نبيل القروي، قد تقدما على 24 مرشحا آخرين، بينهم رئيس الوزراء يوسف الشاهد، ورئيسا وزراء سابقان، ورئيس سابق ووزير الدفاع، إضافة إلى عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة الإسلامي المعتدل.
وتشير النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية التونسية، إلى أن قيس سعيد جاء في المقدمة، وحصد ما نسبته 18.7 في المئة من الاصوات، بينما جاء القروي في المركز الثاني، بنسبة 15.5 في المئة ، وحل عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة الإسلامي المعتدل ثالثا، بحصوله على 13.1 في المئة.
ووفقا لكثير من المراقبين، فإن النتيجة تمثل صدمة كبيرة، للمؤسسة السياسية التونسية، بكل رموزها وأحزابها، وتؤشر إلى حالة من فقدان الثقة، من قبل الشعب التونسي، بالمؤسسة السياسية التي حكمت البلاد على مدار سنوات ماضية.
وإذا أكدت النتائج الرسمية المتوقعة، الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر، ما أعلن عن فوز قيس سعيد ونبيل القروي، فإن ذلك سيمثل رفضا قويا للحكومات المتعاقبة، التي لم تستطع تحسين مستوى المعيشة أو إنهاء الفساد.
وكانت تقارير قد أشارت إلى تدني، في نسبة الإقبال على التصويت، حيث بلغت 45 % ، مقارنة بنسبة 63 % عام 2014، وأضافت أن ضعف الإقبال يسلط الضوء، على الإحباط واسع النطاق، من ضعف الاقتصاد، وارتفاع البطالة وتردي الخدمات العامة وتجذر الفساد.
وكان قيس سعيد، قد وصف النتائج التي أظهرت تقدمه السباق الانتخابي، بأنها تشبه "ثورة ثانية" وقال" ما حصل يحملني مسؤولية كبرى لتحويل الإحباط الى أمل.
وينتمي سعيد، الذي يتحدث الفصحى دائما، كما لو كان في محاضرة بالجامعة، للطبقة المتوسطة على عكس أغلب الطبقة السياسية، ويقود سيارته القديمة، ويقول إنه يفضل البقاء في منزله، إذا تم انتخابه بدلا من الانتقال إلى القصر الرئاسي الفاخر في قرطاج.
وبينما أنفق مرشحون مئات الآلاف من الدولارات، على حملاتهم، لم يكن لسعيد مدير حملة، ولا تمويل، وقد اكتفى بمقر متواضع من ثلاث غرف، في مبنى قديم وسط العاصمة، وكان يعول على تبرعات متواضعة من متطوعين يدعمونه.
ويتشابه نبيل القروي، الذي حل في المرتبة الثانية، مع قيس سعيد، في أن كليهما جاءا من خارج المؤسسة السياسية التونسية، لكنهما يختلفان من حيث الإمكانات والثراء المالي، ويشارك القروي الذي يقدم نفسه على أنه رجل أعمال ناشط، في المجال الخيري، في الانتخابات باسم حزب "قلب تونس".
برأيكم
إلى أي شيء يؤشر فوز مرشحين من خارج المؤسسة السياسية في الانتخابات التونسية؟
وكيف ترون ما يقوله البعض من أن صعود هذين المرشحين يؤشر إلى نمو للشعبوية في تونس؟
ما هو تأثير هذا الصعود لقيس سعيد ونبيل القروي على المؤسسة السياسية والاحزاب التونسية القديمة؟
وهل يتمكن أي من قيس سعيد ونبيل القروي من معالجة المشكلات المتراكمة لتونس في حالة صعودهما للسلطة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.
ولماذا برأيكم جاء عرض بوتين للسعودية الآن لشراء أسلحة روسية؟

No comments:

Post a Comment